المونتاج فن وحرفة تعلمك إزاي ترتب وتعدل اللقطات عشان تعمل حكاية مترابطة أو تقدم معلومات بشكل موثر يلمس القلب وعلى مر تاريخ المونتاج شوفنا تطور كبير في تكنيكات من الطرق اليدوية لحد الطرق الرقمية الحديثة ولحد ما بقى في برامج مونتاج بسيطه على الموبايلات بتطلع فيديوهات تخدم مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي ونستخدمها في حياتنا نعبر بيها عن مشاعرنا ونوصل بيها كل اللى جوانا تعالوا نعرف تاريخ المونتاج ومين مخترع المونتاج.
من هو مخترع المونتاج؟
الشخص اللي ليه الفضل في وجود المونتاج دلوقتي او المونتاج عموما هو المخرج الروسي ليف كوليشوف وده لانه كان دايما شايف ان تمثيل الممثل لوحده مش كافي ابدا عشان يوصل احساسه او رسالته وكان دايما حاسس ان تمثيل الممل
وكان شايف ان لازم الصور تكون جنب بعض الحركة دي بقت معروفه دلوقتي بـ تأثير كوليشوف المخرج بيقطع لقطات الوشوش مع صور ليها علاقة عشان يخلق رد فعل عاطفي عند الناس اللي بتتفرج
دي كانت طريقة جديدة وطفره في تعديل الأفلام وكانت بتعبر عن رفض الرأسمالية من خلال التعديلات السلسة والتحكم في المشاهد أكتر واللعب بالأحداث وكمان أضافت نوع من الصراع بين للتعديلات اللي بيتم إضافتها في الوقت ده والحركة دي شجعت المخرجين في كل حتة يبتكروا ويبدعو ويظهروا فنهم اكتر
وده غير كمان شغل سيرجي آيزنشتاين واللي عمله في فيلمه الشهير بارجة بوتيمكين سنة 1925 وده كان اعجاز وطفره وتطور كبير في عالم المونتاج وظهر دفي مشاهد زي الصحوة الظاهرة لتمثال الأسد وتسلسل خطوات أوديسا اللي كان بيقضي الوقت عن طريق وجهات نظر كتير ومتعددة
واللي فهمناه من اللي عمله آيزنشتاين هو انه ما كانش عايز يغرق الجمهور في مشاعر محددة فقطع صور عشوائية عشان يخلي الناس تفكر في الفكرة أو الإحساس اللي هو عايز يوصله واستخدم الأسلوب ده كوسيلة لـتعليم الطبقة العاملة وطبيعة فأفلامه دايما ما كانتش بتركز على بطل واحد البطل في الغالب كان الشعب وكتير من الشخصيات المهمة في الفيلم ما كانش ليها اسم عشان يوحد الممثلين الأساسيين و يميزهم
التقنية دي غيرت الطريقة اللي بيتم فيها دمج الزمان والمكان في الفيلم وتطورت للمونتاج اللي احنا عارفينه دلوقتي واللي بنشوفه كتير في تاريخ أفلام عظيمة زي Citizen Kane و Rocky و Scarface و Commando
المونتاج السوفيتي
و في السنين اللي بين الثورة الروسية وصعود ستالين اخترع صناع الأفلام في الاتحاد السوفييتي لغة جديدة للأفلام لغة لسه بتلهم صناع الأفلام لحد دلوقتي وفي عباقرة في فن صناعة الأفلام دلوقتي اكتشفوا إزاي يجمعوا الصور ويخلقوا تباين عشان يوصلوا الأفكار وإزاي إيقاع التعديل واستخدام الموسيقى ممكن يثير المشاعر
المونتاج كمبدأ جمالي بيعتبر تجميع لعناصر مختلفة او لقطات في شغل فني المفهوم ده كان مرتبط بالسينما السوفييتية في العشرينات وبيعرض أفكار وشغل آيزنشتاين وفيرتوف والتطور اللي حصل في تركيب الصورة في التصميم المرئي والعلاقة بين الحركات دي واللي في الرسم والأدب الحداثي ولما ظهرت السينما المسيسة واختفت التجارب السينمائية في الاتحاد السوفييتي في الثلاثينات قلت ممارسة المونتاج بس اتحيت تاني من صناع الأفلام في الستينات والسبعينات
تطور تقنيات المونتاج عبر العصور
بعد ثورة 1917 كان فيه نقص في مخزون الأفلام الجديدة فالمخرجين اتعلموا من خلال تجربة اللقطات القديمة وبفضل عباقرة صناعة الافلام الاولين عرفنا إن الناس بتتفاعل مع كل لقطة بشكل مختلف حسب الصور اللي قبلها وبعدها وفي تجربة كوليشوف عرض ليف كوليشوف للجمهور لقطة لممثل وبعدها لقطة من حساء وبعدين نفس اللقطة وبعدها تابوت أو ست جميلة الناس فكروا إن الممثل عظيم بس رد الفعل كان مختلف حسب الصورة اللي بعده فكانوا شايفينه جعان أو حزين أو مشتهي بس في الحقيقة وش الممثل وأدائه متغيروش واستخدموا نفس اللقطة بالظبط.
نظرية المونتاج ازدهرت جدا في العشرينات وبقت مفهوم جمالي مهم للطليعة السوفييتية في السياق ده المصطلح ارتبط جامد بالمخرج الروسي مخرج الأفلام سيرجي آيزنشتاين وفي مقالته مونتاج الجذب السياحي سنة 1925 وكتابات تانية طور آيزنشتاين نظرية المونتاج وفي حقيقة نظرية الفيلم إن اللقطات لوحدها مالهاش معنى محدد بس بتاخد معنى لما تتركب مع بعضها في ترتيب واضح ومفهوم
في البدايه لما بدأت صناعة الأفلام كان المونتاج بيتم بالإيد يعني المحرر كان بيقطع الفيلم ويدبسه عشان يرتب اللقطات وكان لازم يكون عنده دقة ومهارة عالية عشان يضمن إن الانتقال بين اللقطات يكون سلس ومترابط ومفهوم فكان الموضوع صعب جدا وبيجمع بين الحرفة في ترتيب وتركيب المشاهد وبين الفن اللي ينتج لنا حاجه واحده في النهاية مترابطة ومفهمه وتأثر فينا وفي مشاعرنا او توصلنا رساله معينه
كمان منتشر جدا في بداية السينما والمونتاج كان الأفلام الصامتة و كان المونتاج معتمد على القص واللزق بالإيد للأفلام اللي كانت من غير صوت اصلا وكان التحدي في انك إزاي تحكي الحكاية بالصورة بس من غير ما تعتمد على الكلام المخرجين الكبار زي جورج ميلييس و جريفيث استخدموا حركات زي القطع المتقاطع والتسلسلات عشان يخلوا القصة حية وتأثر في الناس و ميحسوش بالملل.
ومع ظهور الأفلام اللي فيها صوت وده كان في العصر الدهبي لهوليوود في الثلاثينات والأربعينات شوفنا تطور في فن المونتاج لكنه بقى مقعد اكتر لما احتاجوا يدمجوا الصوت مع الصورة المحررين بدأوا يستخدموا حركات زي المونتاج السريع والتلاشي عشان يخلقوا مشاعر درامية وتوتر تجمع بين الصوت والصورة وتوصل الحاله او الفكره للجمهور
ومع ظهور الكمبيوتر بدأنا نشوف تكنيكات المونتاج الرقمي بتنتشر المحررين بقوا يقدروا يستخدموا برامج مخصوصة لتعديل الفيديوهات بطرق مفصله اكتر وبدأ الابداع يكبر لأنه بقى لسهل بشكل من الأشكال وظهر فن وابداع المتخصصين في صناعة الافلام لان بقوا يقدرو يعبرو عن اللي جوهم بشكا اسهل واسرع
ومع مرور الزمن دلوقتى بقى عندنا إمكانيات ملهاش نهايه في وجود تكنيكات المونتاج الرقمي من الجرافيكس المتحرك لحد الواقع الافتراضي المحررين بقوا يقدروا يخلقوا تجارب بصرية جذابة ومؤثرة
ما هي تقنيات المونتاج؟
بعد التطور اللى حصل في عالم المونتاج بقى في تقنيات معروفه ومحدده لازم تاخد بالك منها وانت بتنفذ أي عمل فني وهي :
- اللقطات السريعة اللي بتيجي فوق بعض وبتختصر الوقت وبتظهر تقدم الأحداث من غير ما ننسى او نتجاهل عقل المشاهد.
- عرض مشاعر الشخصيات مش الكلام عنها عشان المونتاج يبقى أقوى.
- استخدام صوت سرد زي إنك تبتدي في الحكي الطبيعي عشان نعرف الناس بمعلومات مهمة وأحداث حصلت.
- استخدام الموسيقى عشان نتجنب الملل في الاحداث بطيئة ومشاعر الشخصيات.
- نظهر نص مكتوب على الشاشة عشان نعرض معلومات بسرعة ونقدم الشخصيات وتطورات القصة وده بيكون عادة في نهاية الفيلم او العمل الفني عموما.
ما أصل كلمة “مونتاج”؟
المونتاج جاي من الفعل الفرنسي monter ومعناه تجميع ومع ظهور تكنولوجيا الأفلام بقى المونتاج هو المصطلح الفرنسي لعملية تعديل الأفلام في الشغل الفني عمومًا المونتاج بيعني تقنية تجميع صور مختلفة أو عناصر لعمل فني مركب.
عرفنا سوا في المقال ده من هو مخترع المونتاج ؟ وايه هو المونتاج السوفيتي و اتكلمنا عن تاريخ المونتاج وتطورة عبر العصور وما هي تقنيات المونتاج وايه هو اصل كلمة مونتاج و في النهاية التطور اللي حصل في تكنيكات المونتاج على مر الزمان عمل ثورة في الطريقة اللي بنحكي بيها القصص او بنقدم بيها اي كونتنت او محتوى.